لما كانت العين رائدا والقلب باعثا وطالبا لها لذة الرؤية وهذا له لذة الظفر كانا في الهوى شريكان تجادلا يلومان بعضهما :
قال القلب : انت سقتني الى موارد الهلكات واوقعتني في الحسرات وخالفت قول احكم الحاكمين '' قل للمومنين ..." في سورة النور
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( النظر الى المراة سهم مسموم من سهام ابليس فمن تركه من خوف الله عز وجل اثابه الله ايمانا لا يجد حلاوته )
ردت العين : ظلمتني اولا واخرا وبؤت باثمي باطنا وظاهرا وما انا الا رسولك الداعي اليك فانت الملك ونحن الجنود الاتباع اركبتني في حاجاتك خيل البريد . فلو امرتني ان اغلق بابي وارخي عليا حجابي لسمعت واطعت . وقد حكم عليك سيد الانام : ان في الجسد لمضغة ادا صلحت صلح الجسد كله وادا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب .
فلما سمعت الكبد تحاورهما قالت : قال تعالى : ( فانها لا تعمى الابصر ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) سورة الحج
قالت الكبد على لسان الشاعر :
عاتبت قلبي لما رايت جسمي هزيلا
فالزم القلب طرفي وقال كنت الرسولا
فقال طرفي لقلبي بل كنت الرسولا
فقلت كفا جميعا تركتماني قتيلا
فقال الشاعر :
والخلاص منها الاستعانة بالله .
فوالله ما ادري انفسي الومها على الحب ام عيني المشومة
فان لمت قلبي قال عيني ابصرت وان لمت عيني قالت الذنب للقلب
فعيني وقلبي قد تقاسمتما دمي فيارب كون عونا لي على القلب والعين .