Admin المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 1132 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 الموقع : الجزائر
| موضوع: للتوبة اجر عظيم وجزاء كبير من الله تعالى السبت مايو 30, 2009 3:46 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إخوتي الأعزاء , كما تجدر المسارعة إلى علاج الجسم من الأمراض قبل استفحالها , وضعف الجسم عن مكافحتها , كذلك تجب المبادره إلى تصفية النفس , وتطهيرها من أوضار الذنوب , ودنس الآثام , قبل تفاقم غوائلها , وعسر تداركها 0
وكما تعالج الأمراض الصحية بتجرع العقاقير الكريهة , والاحتماء عن المطاعم الشهية الضارة , كذلك تعالج الذنوب بمعاناة التوبة والإنابة , والإقلاع عن الشهوات العارمة , والأهواء الجامحة , ليأمن التائب أخطارها ومآسيها الدنيوية والأخروية 0
ولاتتحقق التوبة الصادقة النصوح إلا بعد تبلورها , واجتيازها , أطوارا ثلاثة :
فالطور الأول , هو : طور يقظة الضمير , وشعور المذنب بالأسى والندم على معصية الله تعالى , وتعرضه لسخطه وعقابه , فإذا امتلأت نفس المذنب بهذا الشعور الواعي انتقل إلى :
الطور الثاني , وهو : طور الإنابة إلى الله عز وجل , والعزم الصادق على طاعته , ونبذ عصيانه , فإذا ما أنس بذلك تحول إلى :
الطور الثالث , وهو : طور تصفية النفس من رواسب الذنوب , وتلافي سيئاتها بالأعمال الصالحه الباعثة على توفير رصيد الحسنات , وتلاشي السيئات , وبذلك تتحقق التوبة الصادقة النصوح 0
وليست التوبة هزل عابث , ولقلقة يتشدق بها اللسان , وإنما هي : الإنابة الصادقة إلى الله تعالى , ومجافاة عصيانه بعزم وتصميم قويين , والمستغفر بلسانه وهو سادر في المعاصي مستهتر كذاب , كما قال الإمام الرضا عليه السلام : " المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزيء بربه " 0
وللتوبة فضائل جمة , ومآثر جليلة , صورها القرآن الكريم , واعربت عنها آثار أهل البيت عليهم السلام 0
وناهيك في فضلها أنها بلسم الذنوب , وسفينة النجاة , وصمام الأمن من سخط الله تعالى وعقابه 0
وقد أبت العناية الإلهية أن تهمل العصاة يتخبطون في دياجير الذنوب , ومجاهل العصيان , دون أن يسعهم بعطفه السامي , وعفوه الكريم , فشوقهم إلى الانابة , ومهد لهم التوبة , فقال سبحانه : " وإذا جاءكالذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم , كتب ربكم على نفسه الرحمة , أنه من عمل منكم سوءا بجهالة , ثم تاب من بعده وأصلح , فإنه غفور رحيم " 0
وقال تعالى : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " 0
وقال الصادق عليه السلام : " العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله الله سبع ساعات , فإن استغفر الله لم يكتب عليه , وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة . وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له , وإن الكافر لينساه من ساعته " 0
ولابد للتائب أن يعرف أساليب التوبة , وكيفية التخلص من تبعات الذنوب , ومسؤولياتها الخطيرة , ليكفر عن كل جريرة بما يلائمها من الطاعة والإنابة 0
فللذنوب صور وجوانب مختلفة : فترك الواجبات : كترك الصلاة والصيام والحج والزكاة ونحوها من الواجبات 0 وطريق التوبة منها بالاجتهاد في قضائها وتلافيها جهد المستطاع 0
وأما فعل المحرمات : كالزنا وشرب الخمر والقمار وأمثالها من المحرمات , وسبيل التوبة منها بالندم على اقترافها , والعزم الصادق على تركها 0
ومن الذنوب : ماتكون جرائرها بين المرء والناس , وهي أشدها تبعة ومسؤولية , وأعسرها تلافيا , كغصب الأموال , وقتل النفوس البريئة المحرمة , وهتك المؤمنين بالسب والضرب والنم والاغتياب 0
والتوبة منها بإرضاء الخصوم , وأداء الظلامات إلى أهلها , ما استطاع إلى ذلك سبيلا , فإن عجز عن ذلك فعليه بالاستغفار , وتوفير رصيد حسناته , والتضرع إلى الله عز وجل أن يرضيهم عنه يوم الحساب 0
وتتلخص النصائح الباعثة على التوبة والمشوقة إليها فيما يلي :
1 _ أن يتذكر المذنب ماصورته الآيات الكريمة , والأحاديث الشريفة , من غوائل الذنوب , ومآسيها المادية والروحية , في عاجل الحياة وآجلها , وماتوعد الله عليها من صنوف التأديب وألوان العقاب 0
2 _ أن يستعرض فضائل التوبة ومآثر التائبين , وما حباهم الله به من كريم العفو , وجزيل الأجر , وسمو العناية واللطف 0
وكفى بهاتين النصيحتين تشويقا إلى التوبة , وتحريضا عليها , ولايرغب عنها إلا أحمق بليد , أو ضعيف الإيمان والبصيرة 0
وصلى الله على محمد آل محمد الطيبين الطاهرين منقول من اخوكم:المدير | |
|